الياس والامل

جلست على شرفتي اتفرس السماء في عتمة الليل واخذت الذكريات تمر من امامي وكانها الحلم فارى ما مضى من فترة وجيزة من الزمن وكانه الحلم المزعج يتراءى لي في الافق البعيد .
رايت نفسي هناك في ذلك المكان المظلم وكان الحياة قد نسيتك وتخلت عنك .عالم لا يمت لك بصلة فهناك الياس يتربص في كل زاوية ويناديك من كل ركن فيه فانه مكان لا يشبه اي مكان اخر هناك ينتظرون الموت وانت تجلس وتتامل وتسال نفسك الف سؤال كيف جئت هنا وكيف وصلت ولماذا؟ ... وتبكي نفسك بحرقة ومرارة .
وانت على هذه الحالة يتراءى لك خيال من زاوية من الزوايا تظنه في البداية كتلة ياس جديدة اتية اليك لتغرزك في ظلمة اقسى واصعب من ظلمتك ولكن تدرك انه الامل الذي تحتاجه وتبحث عنه في ذلك السرداب المعتم وهنا تسدل الستارة وتبدا مرحله اخرى فيها من الامل القليل في مظهره والكثير في مضمونه وقيمته انه امل مجدي وجميل .. فتبدا ترى الامور اسهل واوضح ويكون لك كالعائلة الحنون رغم كل الفوارق الاجتماعية فتعلو الضحكات وتشعر بجو من الدفء والامان بعد الصقيع الذي كان يخالجك .. فما احلى الامل بعد الياس وما اقسى الحياة بدونه .