إِستلم برقيتي ...
حبيبي
ساعةِ فراقكَ
لم اكن بمدركةٍ لواقعٍ مريرٍ كهذا ...
لم اكن ...
ذات قلبٍ لكنت لأقوى ...
على أن أحتمل المكوث في مكاني ... دونك
دون أن اجد ذراعيكَ تدفئني ...
دون أن أجد غطاءكَ ... يغطيني ... دون أن أستمع
لصوتكَ ... عند حاجتكَ لدواءكَ ...
حاجتكَ لحذاءكَ ...
حاجتك ... من الأحبُ إليكَ ...
هي لحظةٍ ... عندما قيل لي إنك رحلتَ ...
رحلتَ ... ورأيت أن يوم فراقكَ ... ويومينِ بعدهُ ...
أيامٌ ... عشتها ...
دون أن أستشعرها ... فأني ألماً
لفراقي إياكَ ... فقدتُ نفسي ... وأصبحت كمجنونةٍ
تبكي على قبركَ ...
أصبحتُ ... كمشردةٍ ... تائههٍ ... ضائعةٍ ... لا تبحثُ
إلا عنكَ ...
فابتعد عني الفرح ولم يعانقني ... لم يكن بساطٍ ...
أبسطُ وأفردُ بنفسي عليهِ ... بل أصبحتُ
أصبحتُ يا حبيبي ...
كأنني ... ميتةً ... وأن موتي بطيئٍ ... فأصبح الجميع يرون
بني الحكاياتِ ... ويتلون بني القصصِ
وانني ... لا أنظر لأي شيءٍ ... سوى أن القلبِ ...
يردني خائبٍ ... عندما يناديكَ ... وترده بجفاءكَ ... وتردهُ
بعدم أستماعكَ ...
فمللتُ الدنيا ... فلم تعد تتسعُ بعيني ... لم اجد بها شيئاً من بعدك
يستحق لأن أمكث لأجلهُ ... وأن أحفظ نفسي من شرها ...
أصبحتُ أنا ... ما بين البشر ... كالتي هنا والبعيدة ... أبعدُ معكَ ...
ومع من ألمني ...
فأن الألم يسكن قلبي ... والضيق يخنق نبضاتي ...
فأني أيا حبيبي ... خائفةٍ من أقوالهم ... خائفةٍ ... أن تطول بني الأيام ...
وأعيشها ... بمرٍ ... كالمر الذي أنت عشتهُ ...
أن لا أكون إلا وسوى مريضةٍ بالقلبِ ... وأنني لا أدري ... ما ذنبي بكل هذا ...
فأتى بني أبي لهذه الدنيا ... وجعلني أرقص على أنغام بسماتهُ ...
ولكن الحزن والأسى هما بدايةٍ لروحي منذ خلقي ...
فلم أشعر بالسعادة ... بالرغم من إمتلاكي الكثير ... إمتلكت العقل والذكاء .. الحكمة والرقي ... والجمال والأخلاق ...
ولكنني ... أفتقدت في أبي الأب ... أفتقدت تلك الراحة من تغمر العديد ...
فما أفعل لأتخلص من الحس في داخلي ... لأتخلص منهُ ... ولأحيى كالعديد ... بسلامةٍ
فلا أجيد ن أنظر في نفسي ... وأن اناسي أعباء غيري ... لا أجيد ... أن لا أشعر بالضيق لآلام غيري ... دون أن ... اندب الدنيا ... وأكرهها ... كيفما هي ...
لا تعطي من الأحق بعيشها هانئين الراحةِ ...
فأنني ... جلستُ ... وربطتُ عن نفسي حب الدنيا ... وأقفلت قلبي ... وحملت أوجاعه
وكسرت كل مشاعري نحو الجميع ... ولكنني
لازلت أحمل الماضي عبئاً يناكبني ... لازلت لا أجيد التخلص من الحزن
الذي يقتلني ...
فأنني ... في كل لحظةٍ ... أصبحت أعيشها بألمٍ ... أصبحت عيوني لا تجيد إخفاء الدمعِ ... أصبحت أرفض كل شيء ... وكل الأشياء ... حتى واقعي
فأجد الوجوه تعرض لي ... قسوةٍ ... الزمن أرغمني على احتمالها وكبتها بداخلي ...
فأجد أن أحلامي تضيع مني سراب ... وروحي ... هاربةٍ ... لجسد ...
يريدُ قتلي ... لجسدٍ ... هو عدوي ... هو عدوٍ للبشريةِ ...
ووقعت بقبضتهِ ... لسوء حظي ...
فأنني ... أرهقتُ ... وأحسُ بأني موتي قريباً سيحينُ ... ففراقك يا حبيبي
لم يكن كما كنت لأظن ... يوماً لولادتي
فانا ولدت قتيلة وضحية ... وسأموت غر مشبعةٍ ... وطفلة ...
ساموتُ ... ولقسوتي ... أشدهم على نفسي ... لن يبكي الحجر ... الذي
مات على أبي من مات في الأربعين ...
ولن تبكي فناجيني ... ولن تبكي النجوم والقمر ... ولن تبكي أحدٍ من الناس العابرةِ ... ولن تبكي عيناكِ يا أمي ...
فأنا ... انظر في الوجوه واجهل هويتها ... أجهل أي الوجوه التي أراها .. أهي
وجوه اناساً أو ماذا؟. ... ونظرتُ بمرآتي ... فعجبت ...
فأحمل الكثير ... وأجمعهُ ... كسرتهُ ... وحطمتهُ ... وقلبي ... أغلاهم ... أسر ...
أسر ... وضعف ... ولم يبقى أبداً لي ..
وحياتي ... ضائعةٍ هباء ... وأنني أقف ... وأنظر امامي ... كيفما دموعي تزف بأوجاعي ... كيف غرقي بدمعي ... يوقع بقلبي بين المآسي ...
أحتاجُ ... لورقي ... ليشاطرني أحزاني ...
لأشكوهُ ... وليكلني لأكلُ الدنيا ... وأختار عنها اغترابي ...
أحتاجُ ... لأن أسلم برقيتي ... لتقرأها ... ولتطلب من الرحمن ليرحمني وإليكَ ...
تأخذني ..