المطلقة والعانس يكرهن أنفسهن بسبب مجتمع ظالم وعادات باطلة ليست من الشريعة الإسلامية في شيء فما ذنبهن وما جريمتهن لكي يكونوا على لسان القاصي والداني القريب والبعيد. المطلقة والعانس هن حديث النساء في المجالس ونظرة مجتمع قاسي حكم عليهن بالظلم والجور بأن يكونوا منبوذات بين أسرهن وأهاليهن ومجتمعهن. المطلقة والعانس قسوة الأهل عليهن بأنهن سبب كلام الناس على تلك الأسر لذلك يصبحن تحت ظلم الأسرة وجفاءهن على هذه الفتاة المسكينة بدون أي ذنب ٍ أو جرم.
نأتي للمطلقة كانت متزوجة تعيش مع زوجها إما في خير ٍ وسعادة وإما في ظلم ٍ وشقاء بحسب حالها وحال زوجها..... ولكن فجأة أصبحت في عداد المطلقات لأي سبب ٍ كان إما هي السبب أو زوجها السبب أو أسباب أخرى الله أعلم بها..... المهم أنها أصبحت مطلقة فذلك يعني أنها تعاني من حزن مسمى الطلاق ولكن الله قدر الأقدار وليس لأقداره راد..... فلماذا لا نقف مع هذه الفتاة ونكون لها خير معين ونكون معها رحماء نحبها ونجلها نقدرها ونحترمها نعوضها عما حصل لها وما أصابها فقد يكون زوجها قاسي فعانت معه وقاست من الأحزان والهموم ثم فرج الله عنها بأن ارتاحت منه ومن همه وعناءه وإما أن تكون مع زوجها تعيش حياة ً سعيدة تملأها الفرحة والسرور ولكن لأي سبب ٍ كان أصبحت مطلقة فها هي تعاني من مصاب فراق حبيبها وبعدها عنه وإما أن تكون هي السبب في طلاقها..... وفي جميع الأحوال يا لها من مصيبة ٍ أصابتها فهل نزيد مصائبها أم نزيح عنها كل ما أصابها ونكون لها رحماء لكي نعوضها ونجعلها تعيش حياتها بسعادة ٍ وفرح دون أن نثقل كاهلها بكلمة مطلقة ونجعلها تكره نفسها. العانس لفظ يطلق على كل فتاة كبرت ولم تتزوج بعد لأي سبب ٍ كان فربما هي من كان السبب وربما أهلها من كانوا السبب وربما..... وفي جميع الأحوال هو أمر الله وإرادته فلم يكتب لها الزواج بعد ولو كان مكتوبا ً لها لما أخرها عن الزواج أي سبب ٍ من الأسباب..... فلماذا نظلم هذه الفتاة المسكينة وننظر لها نظرة الشفقة وربما الاحتقار لأنها لم تتزوج ولماذا تصبح مكروهة ً في مجتمعنا؟؟
أليست فتاة كباقي الفتيات ولكن الله لم يكتب لها الزواج فما جريمتها لكي تصبح هذه الفتاة محط أنظار المجتمع وتساؤلاتهم..... هل هي جيفة قذرة لكي تكون على ألسنة الجميع بالسخرية أو الاستغراب أو التساؤلات الغريبة عن سبب عدم زواجها أو التقليل من قدرها وذمها بكل ما يحلو لهؤلاء من ألفاظ؟؟ وبعد هذه المقدمة لدي رسائل أوجهها لمن يهمهم الأمر وأتمنى أن تصل لكل من أريده في قولي:- الرسالة الأولى للفتاة العانس أو المطلقة أيتها الفتاة العانس أو المطلقة إن ما أنت ِ فيه ليس إلا قدر ٌ من أقدار الله قدره الله عليك ليختبر إيمانك أو ليمحص ذنوبك أو لأي حكمة أرادها الله لك بأن تكوني على ما أنت عليه فله الحمد في كل حال وعلى كل حال..... فكل ما عليك هو الرضا بالمكتوب وعدم التأفف والضجر فأنت في نعيم ربما لا تدركينه وربما قدرك الآن أفضل من أن تكوني متزوجة وفي حياة ٍ بائسة مع الزوج ليست لك ِ فيها لحظة سعادة فلست تعلمين أين الخير في زواجك أم عدم زواجك أو عدم استمراره أيتها المطلقة..... اسمعي قول الله تعالى { وعسى أن تكرهوا شيئا ً وهو خير ٌ لكم } فربما تكونين تكرهين حالك الذي أنت ِ عليه الآن ولكن الحقيقة هو خير ٌ لك من الزوج أو استمراره فاحمدن الله واشكرنه على ما أنتم عليه..... أيتها العانس والمطلقة لا تهتموا بكلام المجتمع ونظراتهم لكنَّ بل مارسن حياتكن ولا تلتفتن لأحد واعلمن أن الإنسان في هذه الدنيا لن يأخذ إلى المكتوب له فلماذا نعترض أو نقنط مما قد كتب لنا..... أعلم أيتها الفتاة أنك تعيشين ربما بين أسرة متحجرة ومجتمع ظالم فلا تهتمي بكل ما يقال وكوني قوية العزيمة والصبر وعيشي حياتك بسعادة ولا تجعلي الأحزان تسيطر عليك والهموم والتفكير تشغلك عن حياتك بل ارسمي البسمة على شفتيك وكوني بأخلاقك خير ٌ من الذين يتكلمون فيك بأي كلام وخير ٌ من الذين يحاصرونك بنظراتهم ويسلطون ألسنتهم عليك فلا تجعليهم هما ً من همومك بل أشفقي عليهم فهم المرضى لأنهم لا يعلمون أن كل شيء قد قدره الله فمرضهم عدم الرضا ومرضهم طولة اللسان ومرضهم ضعف عقولهم فأشفقي عليهم وعلى حالهم فوالله أنك أفضل منهم بكثير.....
إذا ً باختصار أيتها العانس والمطلقة عشن حياتكن بسعادة ولا تحملوا أنفسكم هموما ً لستم في حاجة ٍ لها رضاكم هو الخير وسعادتكم بالمكتوب هو الخير فعيشوا حياتكم ولا تلقوا بالا ً لأي كائن ٍ من كان واعلمن أنكن خير ٌ من غيركم بكثير من اللاتي هن متزوجات ولكنهن في جحيم مع أزواجهن فاحمدن ربكن فربما كان حالكن مثل حالهم. رسالة إلى أهل الفتاة العانس أو المطلقة أن أبنتكم أو أختكم في حاجتكم وفي حاجة عطفكم وحنانكم وفي حاجة وقفتكم معها ومؤازرتكم لها ...
وحنانكم وفي حاجة وقفتكم معها ومؤازرتكم لها بالتعامل الطيب معها وعدم أشعارها بأنها عانس أو مطلقة وعدم التأفف من حالها وعدم الكلام معها في هذا الجانب ولا حتى أن تشعروها بأنها حمل ٌ عليكم أو أنها مصدر إزعاج لكم..... إنها من أسرتكم فعاملوها بالحسنى واجعلوها تعيش حياتها بفرحة ولا تشعر بأنها محط أنظاركم أو أنها حمل ٌ ثقيل عليكم عاملوها باحترام وكونوا لها الصدر الحنون اجعلوها وكأنها الملكة بينكم فهي منكم وبينكم ومعكم فكل ما عليكم معاملتها وكأنها فتاة صغيرة لم يحن موعد زواجها وكأنها طوال عمرها هكذا بحيث تكونوا لها خير معين وخير من يقف بجوارها ويساندها في أزماتها..... إنها أمانة ٌ في أعناقكم فلا تظلموها ولا تجعلوا الأحزان تراودها والهموم تثقل كاهلها بل كونوا معها محبين لها داعمين لها مشجعين لها بحيث لا تهتم ولا تحزن ولا تتكدر واجعلوها تعيش حياتها بسعادة بين أحضانكم.
رسالة إلى المجتمع لماذا هذه النظرة القاصرة للعانس والمطلقة ولماذا هي محط أنظار الجميع وحديث مجالسهم ولماذا كل هذا الإصرار على جعل هذه الفئة من الفتيات وكأنهن مرضى أو مجرمات أو فاسقات أو أي أمر من الأمور.........
لماذا هذا الظلم القاسي من المجتمع لحال المطلقة والعانس فالمطلقة لها سيل ٌ من الكلام الجارح لماذا طلقها زوجها أكيد أنها كذا وكذا يعني فيها وفيها وهلم جرى من الكلام الذي يقال في حق المطلقة وكأن هذه المسكينة تريد الطلاق فعلا ً ثم يأتي الكلام في حق العانس ليش ما تزوجت أكيد فيها شي ولا ما هي طيبة ولا فيها بلا ومن أنواع التلميحات والألفاظ الجارحة الأخرى فيا سبحان الله ما أطول ألسنتكم أيها المجتمع الظالم....
أما آن لنا أن ننظر لهذه الفئة من الفتيات نظرة الإحترام والتقدير وأنهن كغيرهن من الفتيات المتزوجات أو الصغيرات أو غيرهن من نساء المجتمع..... أما آن لنا أيها المجتمع أن نترك العانس والمطلقة من ألسنتنا ونعاملهن بالطيب والمحبة ولا ننظر إليهم أي نظرة ٍ دونية..... أما آن لنا أيها المجتمع أن نستفيق من تفرقتنا للفتيات وإلقاء اللوم عليهن والشماتة والسخرية منهن أليس حالهم هو مقدر لهن من الله فهل تعترضون على أقدار الله وتسخرون من حالهن الذي كتبه الله عليهن..... والله إن النظرة للفتاة العانس والمطلقة بنظرة السخرية أو الشماتة أو أي نظرة ٍ دونية لا تجوز لا شرعا ً ولا عقلا ً فيكفي العوانس والمطلقات ما يعيشونه ولنكون معهن خير معين ولا نثقل لهن كاهل فلا نكون نحن والزمن عليهن.....
أكتفي بما ذكرت فلا أظن أني سأستطيع قول شيء ٍ آخر فماذا عساي أن أقول وهذا حالنا مع العانس والمطلقة ولنعلم علم اليقين أنهن ربما يكونوا عند الله أفضل منا بكثير فلنستفيق من غفلتنا ولنتعامل مع هذه الفئة بكل حب ٍ وود واحترام وتقدير.
أختم قولي بأني كتبت هذا الموضوع من كثرة ما سمعت في حق المطلقة والعانس حتى ظننت أنهن منبوذات في مجتمعنا والله المستعان.
ولدي سؤال بسيط لكم أيها القراء ليس هنا مكان إجابته بل إجابته بينكم وبين أنفسكم أليست المطلقة والعانس إنسانة لها مشاعر ولها أحاسيس فهل نسخر منهن أو ننظر لهن نظرة الشفقة أو نتكلم عليهن بما لا يليق أم نعاملهن المعاملة الحسنة كما نعامل أي فتاة وأي إنسانة لم يحن زواجها بعد؟ أحبتي الكرام ما كان في موضوعي هذا من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان وما كان فيه من صواب فبفضل ٍ من الله وحده.واعتذر لكم لان موضوع طويل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته>>>>