هل تستنفد تلك المعارك التي تحتدم حول وقت النوم كامل طاقتك؟ ساعدي طفلك - و نفسك - لتنعموا براحة أكبر خلال الليل مع هذه الاستراتيجيات التي نقلناها لكم من أقوال الخبراء.
يكره طفلي أخذ غفوة أثناء النهار، إلا أنه يصبح نَزقاً جداً متى ما أحس بالتعب، فما مقدار النوم الكافي الذي يحتاجه بالفعل؟
يحتاج الطفل البالغ من العمر 18 شهراً لمدة تتراوح ما بين 13 إلى 14 ساعة نوم في اليوم، و لأن طفلك قد لا يحتمل مواصلة كامل هذه المدة أثناء الليل، فإن أخذ غفوة أو اثنتان خلال النهار يعد أمراً أساسيا لصحته العقلية. لكن إذا أجبرتِه على النوم و هو في حالة يقظة تامة (على العكس منه في حالة الركود و الخمول التي تنتاب الأطفال بعد تناولهم وجبة الغداء)، فستكونين في مواجهة مع ساعة داخلية قوية جداً—و بطبيعة الحال ستواجهين بعض المقاومة. كما أن التطورات النوعية التي تطرأ على الطفل من شأنها التقليل من رغبته في النوم؛ تقول برينا هولمز" دكتورة في الطب، و طبيبة أطفال في مدلبري، بولاية فيرمون: " قد ينهمك طفلك البالغ من العمر سنة في تعلم الأشياء الجديدة—مثل المشي، أو التسلق، أو الكلام—و ليس لديه استعداد لأخذ قسط من الراحة". جربي إهمال غفوته الصباحية لبضعة أيام، فقد يؤدي به ذلك لأن يعوض عن صباحه النشط بأخذ غفوة إضافية طويلة بعد الظهر، و سواء احتاج طفلك في نهاية المطاف لفترة راحة واحدة أو فترين، عليك لزوم نمط معين، و سيتعلم سريعاً أن وقت الغفوة أمر غير قابل للتفاوض.
يشترك أطفالي في نفس الغرفة، و حين تستيقظ طفلتي الصغيرة ليلاً لترضع، يعتقد طفلي الأكبر سناً أنه حان وقت اللعب، فماذا عساي أن أفعل؟
إن أمكنك إبقاء طفلتك الصغيرة في غرفتك حتى تستغرق في نومها، فافعلي ذلك، أما إذا لزم الأمر أن يكون الأطفال في نفس المكان، فقللي من تفاعلك مع طفلك الأكبر حين استيقاظه في منتصف الليل. تنصح جوديث أوينز" دكتورة في الطب، و مديرة عيادة اضطرابات نوم الأطفال في مستشفى هاسبرو للأطفال، في بروفيدنس" بالتالي: "هدئيه لفترة وجيزة، ثم أعيديه إلى فراشه، و قولي له بأنه حان الآن وقت النوم"، و بعدها أخرجي طفلتك الصغيرة من الغرفة لإرضاعها أو تغيير الحفائض، و إذا طلب منك طفلك الأكبر تناول وجبة خفيفة بدوره فأعطِه ماء؛ فالأطفال في هذا السن (من عمر سنة إلى ثلاث سنوات) لا يحتاجون إلى الطعام في منتصف الليل، لكن قد يستيقظون لاستدعاء الانتباه، و إذا قللت الضوضاء إلى الحد الأدنى، فمن الأحرى أن يعود طفلك إلى النوم مباشرة.
في الشهر الماضي، حين مرضت طفلتي و كانت تستيقظ عدة مرات في الليلة الواحدة، جعلتها تنام في سريرنا، أما الآن فلا ترضى أن تبرحه!
... من الذي بيده زمام الأمور هنا؟
إذا قررت أن تنام طفلتك في سريرها، فستفعل ذلك مادمت المتابعة قائمة، و أسرع الطرق لكسر عادة النوم السيئة هذه، و أكثرها فعالية، هي وقفها فوراً: اتبعي معها الروتين اليومي المتعلق بالنوم و الذي كان متبعاً قبل إصابة الطفلة بالمرض—أخذ حمام، ثم قراءة قصة، ثم الذهاب إلى السرير، على سبيل المثال. ضعيها في سريرها، و اخرجي من الغرفة. من المحتمل أن تبكي (أو حتى تصرخ)، لكن دعيها تعالج مشاعرها بنفسها لعدة دقائق قبل أن تعودي لتطمئني عليها. تقول د.أوينز: " إذا استسلمت و أخذتِها معك، فلن يربح أحد". التزمي بالروتين، فقد لا تستغرق المسألة سوى يوم أو يومين لتعتاد طفلتك على سريرها مجدداً.
هل هناك مشكلة من استخدام طفلتي للمصاصة (اللهاية) عند النوم؟
تقول د.أوينز أن استخدام المصاصة عند النوم مقارنة بمصها طوال اليوم لا يعيق تطور النطق، و لا يسبب تشوهات في الأسنان عند الأطفال دون سن الثالثة، إذ إن ذلك أمر يبعد احتماله. (في حين أن السماح للطفل بأن ينام و بفمه زجاجة الحليب، أو العصير، من شأنه إصابة أسنانه بالتسوس). تصبح المصاصة مشكلة إذا اعتمدت عليها طفلتك في النوم؛ فمن يجب عليه النهوض برأيك ليعيد المصاصة إلى فمها إذا استيقظت أثناء الليل لتجد أن مصاصتها قد سقطت من فمها؟ يختار بعض الآباء الذين يعانون من حرمان النوم بعثرة عدة مصاصات على سرير الطفل أملاً في أن يتمكن من التقاط واحدة و وضعها في فمه دون مساعدة، لكن لا تحاولي أبداً تعليق المصاصة على عنق طفلتك—فقد يشكل الخيط المتدلي منها خطراً جسيماً على الطفلة، و يؤدي بها إلى الاختناق. هل تودين معرفة الطريقة المثلى لاستخدام المصاصة؟ توقفي عن الاستمرار في إعطاء طفلتك المصاصة (أو تجنبي استخدامها منذ البداية).
ينام طفلي أثناء الليل، لكنه يستيقظ مع بزوغ الفجر، فكيف يمكنني تأخير موعد استيقاظه؟
ستحتاجين إلى ضبط ساعة جسم طفلك البيولوجية، لكن لن تلمسي التغيرات بين ليلة و ضحاها، و غالباً ما يفي تأخير موعد نوم طفلك تدريجياً بالغرض، و لك محاولة التقليل من المدة التي يستغرقها طفلك في إحدى غفواته أو كلاهما إذ قد تستهلك تلك الغفوات من حصة نومه الليلي. تقترح عليك د. هولمز بتأخير موعد غفوة طفلك الصباحية قليلاً كل يوم إذا كان ممن يستيقظ باكراً ليعاود النوم الساعة الثامنة صباحاً، و تقول: " هذا قد يعيد برمجة ساعته الداخلية، و يحدث تغييراً في دورة النوم و اليقظة اليومية لديه، مما يؤخر موعد استيقاظه". و بنفس الطريقة، إذا اعتاد طفلك على تناول وجبته حالما يستيقظ من النوم، يمكنك إعادة برمجة معدته عن طريق تأخير موعد الفطور لعشر دقائق كل صباح حتى تصلي إلى الموعد المناسب، و خيارك الآخر هو إعطاء الطفل وجبة خفيفة قبل أن يخلد إلى النوم. أبق غرفة طفلك هادئة و مظلمة في الصباح؛ توضح د. أوينز بأن بقاء الشخص في مكان مظلم يحفز إفراز الميلاتونين، و هو هرمون يساعد على ضبط ساعتنا الداخلية. و إذا سمعت صوت حركات طفلك الساعة الخامسة صباحاً، انتظري خمس دقائق قبل أن تهرعي إليه و تحمليه قد يعود مجدداً إلى النوم أو يتعلم اللعب لوحده بهدوء. لكن إذا تأزم الوضع و بدا أن لا مفر من الاستيقاظ باكراً، احرصي أنت على النوم باكراً و استمتعي بمشاهدة الشروق مع طفلك.
5 خطوات لهدهدة الطفل لينام
· احرصي على أن يكون طفلك في حالة نشاط أثناء النهار، مع الحرص على أن يكثر اللعب خارجاً.
· ابتكري طقوساً للنوم ثابتة و مهدئة. ابدئي بحمام دافئ، على سبيل المثال، ثم العبي بهدوء مع طفلك في غرفته.
· احضني طفلك وأنت تقرئين له قصة ما، أو وأنتما تشدوان سوياً.
· لا تدعي طفلك يعتاد النوم و بفمه زجاجة الحليب، و لا أن يغلبه النعاس و هو على ذراعيك. قدمي له شيئاً مريحاً بالمقابل كدمية محشوة أو بطانية.
· قومي بتشغيل شريط قرآن أو أناشيد عذبة قبل خروجك من الغرفة